اشتهرت أميركا اللاتينية بأنها بؤرة للإجرام وسفك الدماء ولا يكاد يمر يوم من غير أن نسمع عن عشرات الجرائم المرعبة التي قضّت مضاجع السكان حتى أصبحت بعض الدول في تلك القارة أشبه بمناطق موبوءة ومفخخة بالمليشيات المسلحة والعصابات ومافيا المخدرات التي عاثت في البلاد قتلاً وإجراماً مستغلة عوامل الفقر وعدم المساواة الاجتماعية المتفشية هناك. "ميدلين كارتل"، هي أحد أشهر عصابات المخدرات بكولومبيا، تلك التي دوخت رجال التحريات وزعزعت استقرار البلاد، أنشأها السفاح الأميركي والقاتل الملقب ببارون المخدرات "بابلو أسكوبار". لكن الكثير لن يكن معروفاً عنه وظلت قصته غامضة حتى قرر ذراعه الأيمن ومخبأ أسراره أن يخرج عن صمته بعد سنتين من تاريخ مغادرته للسجن. وما يثير الدهشة والاستغراب هو أن القاتل المحترف المنفذ لعمليات أسكوبار الإجرامية كشف بأنه لم يكن مذنباً في جرائمه التي ارتكبها بل إنه مجرد "ضحية" لإمبراطور المخدرات الأعتى والأسوء سمعة في التاريخ. جون خايرو فيلاسكيز فاسكيز هو الاسم الحقيقي لمنفذ جرائم الاغتيال التي جعلت ميدلين، ثاني أكبر مدن كولومبيا، العاصمة الأولى في جرائم القتل عالمياً. الرجل الذي يبلغ من العمر 53 عاماً اعترف بقتل 300 شخصاً وأمره بقتل 3000 آخرين، ليصدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة بعد أن خلدت جرائمه عهداً أسطورياً من الإرهاب لن تنساه أزقه وجدران كولومبيا.
جرائم سياسية طالت جرائم فاسكيز شخصيات سياسية هامة منها جريمة اختطاف وتعذيب رئيس مستقبلي لكولومبيا ونواب الرئيس، كما أنه قام بقتل النائب العام وساعد في حياكة مؤامرة لاغتيال المرشح الرئاسي الكولومبي لويس كارلوس غالان ، والتي تعد الجريمة الوحيدة من بين آلاف الجرائم التي أدين بسببها. وحتى تاريخ اعتقاله في عام 1992، تلطخت يداي فاسكيز بدماء 250 شخصاً بما في ذلك صديقته المقربة. كما فجر أكثر من 250 سيارة مفخخة إلى جانب تورطه في تفجير طائرة أفيانكا 1989عام رحلة رقم 203، والتي أودت بحياة 107 أشخاص ماتوا لرغبة فاسكيز باغتيال شخص واحد، وهو مرشح رئاسي آخر. وعلى الرغم من إزهاقه للعديد من الأرواح، ادعى فاسكيز بأنه لم يملك أي خيار سوى الانصياع لأوامر أسكوبار، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالذنب تجاه الجرائم التي ارتكبها. وقال: "أنا أيضا ضحية أسكوبار ولست مسؤولاً عن الاغتيالات "، مبيناً أن ما قام به من جرائم لا يحرمه من اليوم. ترف وفي منزله الفخم، استمتع زعيم المخدرات أسكوبار بأسلوب حياة فاره جداً إذ كان يملك حديقة حيوانات خاصة تضم 50 فرس نهر مستورد من إفريقيا. إلى جانب ذلك، فإنه ملأ حياته بالسيدات الجميلات وأحاط نفسه بالموسيقين المشهورين.
أسأل نفسي: "ما الفائدة من امتلاك قصر إذا لم يكن لديك من ينتظرك فيه ليلا؟" عشت مختبئاً مع والدي، كنا محاطين بملايين الدولارات وكنا جياعاً. عادة، المال يحمي من الجوع. لكن في حالتنا، المال جلب لنا الجوع والموت والعنف وفقدان أحبائنا. الكثير من العنف الذي لم يتوقف. لا انصح احدا بدخول هذا العالم لانني شخصيا لا اعرف مهربي مخدرات متقاعدين ". مضار التمجيد يولاندا سانشيز:"بعد أكثر من عشرين عاما على وفاة بابلو إسكوبار ، إنتاج الكوكايين واستهلاكه في تزايد مستمر، ما الذي لا يسير حقاً في مكافحة المخدرات؟" خوان بابلو إسكوبار:"خسرت قضية مكافحة المخدرات منذ عقود، خسرت لأن الحظر كان له أثر معاكس بالنسبة للهدف المنشود: إنها أفضل دعاية للتحريض على استهلاك هذه المخدرات غير المشروعة. خلف هذا الحظر، هناك عمل هائل، الأقوى هم الذن يستفيدون من هذا الحظر، انهم الأميركيون، لماذا يلهوننا بفضائح صغيرة في جميع أنحاء العالم وفي أمريكا اللاتينية، ولا يتحدثون عن الذي كتبته في كتابي الجديد: أي العلاقات الموجودة في تجارته بين والدي ووكالة المخابرات المركزية ووكالة مكافحة المخدرات الأمريكية؟ " يولاندا سانشيز:"برأيك، هل تهدد تجارة المخدرات وزراعة الكوكايين عملية السلام الكولومبية؟" خوان بابلو إسكوبار:"طالما هناك سياسة الحظر هذه في بلدي، ستكون هناك حرب، وهذا هو الحال في كل مكان آخر.
واشتهر إسكوبار بكونه أشهر تاجر للمخدرات عبر التاريخ، حيث وصل حجم ثروته إلى 30 مليار دولار قبل أن يُقتل خلال مطاردة مع الشرطة في العام 1993. وزادت شهرة إسكوبار بعض إنتاج وعرض شبكة نيتفليكس لمسلسل عن قصة حياته باسم "ناركوس".
من كان في الحقيقة؟" خوان بابلو إسكوبار:"الصحافة هي التي قارنته بروبن هود". الصحفيون هم الذين أطلقوا على والدي اسم روبن هود. انه قام بمشاريع اجتماعية تجاهلتها الدولة. شيد المنازل والمستشفيات والمدارس والمراكز الرياضية، مشاريع، بدونه، لما قامت بها الدولة على الاطلاق. هذه المشاريع خلقت تعاطفاً كبيراً من قبل الطبقات الاجتماعية التي كانت تشعر بانها مهجورة وأدت أيضاً إلى افلاته من العقاب وحمايته لسنوات. حياة والدي مليئة بالتفاوت والتناقضات والمفارقات… انه شيد المرافق الرياضية لابعاد الشباب عن المخدرات، لكنه مولها بعائدات المخدرات. " يولاندا سانشيز،يورونيوز:"أهديت كتابك الأول إلى والدك الذي أوضح لك الطريق التي لا يجب اتباعها في الحياة. ما هي الذكريات المرتبطة بهذا؟" خوان بابلو إسكوبار:"أسوأ عنف يمكن تخيله. حتى كوينتن تارانتينو لا يمكن أن يتصور شدة العنف الذي كان موجوداً في هذه العائلة وفي هذا البلد الذي عانى من العنف الذي تسبب به والدي. " حب غير مشروط لعائلته يولاندا سانشيز، يورونيوز:"وأنت كولده ؟" خوان بابلو إسكوبار:"كولده، لدي أفضل ذكريات عنه كأب والأسوأ عن عنفه. الشيء الوحيد الذي أتفق به مع الذين كتبوا عن بابلو إسكوبار هو حبه غير المشروط لأسرته. "
وختم بقوله: "في الحياة هناك وقت لكل شيء، هل هناك وقت للقتل، ووقت للندم، ووقت للعقوبة. وأرى أن هذا هو الوقت المناسب لتعويض ما فات ورد الجميل للمجتمع. كل ما أريد القيام به الآن هو أن أحكي قصتي والحقيقة وسأكتفي بذلك. "
المعذرة، هذه المادة غير متوفرة في منطقتكم حجم النص Aa اتهمت محكمة أرجنتينية ابن وأرملة أشهر تاجر مخدرات في التاريخ الكولومبي بابلو إسكوبار بتبييض الأموال لصالح تاجر المخدرات الكولومبي جوزيه بيدراييتا. وقرر القاضي المحلي نيستور بارال التحفظ على بعض من أصول فيكتوريا هيناو أرملة إسكوبار وابنه خوان بابلو إسكوبار هيناو الذي غير اسمه لأسباب أمنية بعد موت أبيه ليصبح سيباستيان ماروكين. وذكرت وسائل إعلام دولية أنهما يملكان أصول بقيمة مليون دولار لكل منهما. كذلك تم اتهام لاعب كرة القدم الكولومبي السابق ماوريسيو سيرنا بالتورط معهما في غسيل أموال بيدراييتا الذي تم إلقاء القبض عليه بالأرجنتين في نهاية العام الماضي. إقرأ أيضاً: الجزائر تحبط تهريب 700 كيلوغرام من المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية مقتل العشرات واعتقال الآلاف في حملة لمكافحة المخدرات في بنغلادش 4 قتلى في مواجهات دامية مع الشرطة البرازيلية بسبب المخدرات في غود فافيلا ولعب سيرنا لعملاق الكرة الأرجنتينية، نادي بوكا جونيورز، بين عامي 1997 و2002 كما لعب أكثرمن 50 مباراة لمنتخب بلاده قبل اعتزاله كرة القدم في العام 2005. ولن يتم حبس هيناو وابنها طوال فترة جلسات القضية.